مع الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي واستخدام أدوات مثل ChatGPT في مختلف المجالات، بدأ بعض المستخدمين في طرح أسئلة دينية وفقهية عليه، أملاً في الحصول على فتاوى شرعية أو إجابات دقيقة على قضايا دينية. وهنا يبرز سؤال مهم وخطير: هل يمكن الوثوق بفتاوى يصدرها برنامج ذكاء اصطناعي؟
⚖️ أولاً: ما هو ChatGPT؟
ChatGPT هو نموذج لغوي طورته شركة OpenAI، يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل الأسئلة وتوليد إجابات بناءً على كمّ هائل من البيانات والمعلومات المكتسبة من النصوص المتاحة على الإنترنت والكتب والمقالات. لكنه لا يملك عقلًا بشريًا، ولا علماً شرعياً مؤصلاً، ولا يُعد فقيهًا ولا عالمًا.
🛑 هل يصدر ChatGPT فتاوى شرعية؟
لا. ChatGPT لا يصدر فتاوى شرعية من الناحية الشرعية أو القانونية. كل ما يقدمه هو إجابات توضيحية أو شروحات بناءً على المعلومات العامة المتوفرة لديه، وقد يصيب أو يخطئ. كما أنه لا يملك السلطة الشرعية، ولا ينتمي لأي جهة دينية رسمية.
📌 لماذا لا يجوز الاعتماد على ChatGPT في الفتاوى؟
1. عدم توفر العلم الشرعي التخصصي
الفتوى تتطلب علمًا شرعيًا متينًا، وإدراكًا للسياق، والمقاصد الشرعية، وأصول الفقه، وهو أمر يعجز عنه الذكاء الاصطناعي مهما كانت قدراته.
2. الفتوى تتغير بحسب الزمان والمكان والحال
من مبادئ الفقه الإسلامي أن الفتوى قد تختلف باختلاف الشخص والمكان والظرف. وهذه الأمور يصعب على الذكاء الاصطناعي إدراكها أو مراعاتها.
3. الفتوى مسؤولية دينية عظيمة
الفتوى تُبنى على الورع والتقوى والخوف من الله، بينما ChatGPT مجرد برنامج لا يحمل أي وازع ديني أو مسؤولية.
4. المصادر غير موثوقة دائماً
يعتمد ChatGPT على بيانات مفتوحة المصدر، وقد تكون غير دقيقة أو مأخوذة من مواقع غير موثوقة، ما قد يؤدي إلى نقل فتاوى خاطئة أو منسوبة لغير أهلها.
📚 إذاً، ما الدور المناسب لـ ChatGPT في المجال الديني؟
يمكن استخدام ChatGPT كأداة مساعدة في الأمور التالية:
-
تلخيص أقوال العلماء في مسائل مشهورة.
-
شرح مفاهيم دينية عامة (مثل أركان الإسلام، مفهوم التوحيد، الأخلاق).
-
مساعدة في البحث العلمي أو إعداد مقالات دينية مبدئية (مثل هذا المقال).
-
ترجمة فتاوى من مواقع موثوقة أو مساعدتك في الوصول إلى مصادر موثوقة مثل الإسلام سؤال وجواب أو موقع الشيخ ابن باز أو دار الإفتاء.
ولكن يجب دائمًا مراجعة عالم موثوق أو جهة رسمية في الأمور التي تتطلب فتوى.
✅ نصيحة ختامية:
الدين أمانة، والفتوى مسؤولية، فلا تأخذ دينك من آلة ولا من مجهول، بل من العلماء الربانيين الموثوقين.
فإن كان لديك سؤال شرعي، فالأولى أن تلجأ إلى العلماء المتخصصين، أو إلى دور الإفتاء الرسمية، وأن تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في حدود البحث والمساعدة فقط وليس كمرجع أساسي في الفتوى.
أحدث التعليقات